الطفل العربى ورؤية جديدة للرقابة فى ظل السموات المفتوحة
النقاط الهامة التي يتناولها ا لبحث
- دور الرقابة وكيفية حفظ التوازن بين حماية الأطفال والنشئ وبين إطلاق الحريات باستخدام نظام التصنيف العمرى للمواد الفيلمية.
- المخاطرة الجسيمة التي يتعرض لها الصغار حيث جرعات العنف الزائد وغيرها والأفلام التى تسئ إلي المفاهيم السامية التى تحض عليها الأديان مع الإشارة لبعض الأفلام .
- تنمية الوعي التصنيفي لأولياء الأمور.
- المحافظة على قدر من السيطرة والتقنـيـين للمواعيد التى يتاح فيها للصغار مشاهدة التليفزيون.
- التحذير والتوعية للأباء والأمهات للمخاطر الجسيمة التى يتعرض لها الصغير عندما يستخدم التلفاز كجليس له. والنتائج السلبية التى يتعرض لها عند مشاهدة جرعة كبيرة من العنف والوحشية (تحليل ودراسة من الأكاديمية الأمريكية لعلم نفس الأطفال والكبار) .
- الرقابة الأســرية أثنــــاء غياب الأباء والأمهات عـــــن المنزل
أهمية الرقابة على أفلام وبرامج الأطفال
إن تعلم استخدام التليفزيون بطريقة جيدة يشبه كثيرا جدا تعلم استخدام الكتاب استخداما نافعا ومفيد. ومن هنا برزت أهمية دور الرقابة العامة على الأفلام والفيديو الأجنبي ودورها في حفظ التوازن بين حماية الطفل والنشئ وبين حرية التعبير والإبداع واطلاق الحريات فيما يرغب الكبار من مشاهدته من برامج وأفلام أجنبية محظور عرضها. وذلك لن يتأتى سوى باستخدام نظام التصنيف العالمي Rating System والمطبق في دول العالم .
فمسئولية الرقابة هو تصنيف هذه البرامج والأفلام بما يتلائـم مع المرحلة السنية ومنح هذه المواد الفيلمية علامة التصنيف الملائمة.
علاوة على التدخل بالعديد من وسائل الحذف لما قد تحتويه هذه المواد من مفاهيم مغلوطة أو سلوكيات ممجوجة أو غير متفقة مع سلوكياتنا وعقائدنا ومفاهيمنا أو ما قد تحتويه هذه المواد من أفعال مشوبة بالعنف، بدءا من أشهر أفلام الكرتون لتوم وجيري والتي رأى فيها بعض العلماء قدرا هائلا من العنف فالقط يسعى دائما إلى اصطياد الفأر جيري والتي تصاغ في قالب تأليف فكاهي ضاحك.
علاوة على بعض ألعاب الفيديو جيم المقتبس بعض منها من أفلام العنف الزائد مثل فيلم Death Ride ولعبه Pedestrian (المشاة) حيث عرض هذا الفيلم في السينما الأمريكية عام 1996 واقتبست تلك اللعبة من هذا الفيلم وتتلخص فكرة اللعبة في قدرة اللاعب على صدم أكبر عدد من المشاة بسيارته الخاصة بل يصل الأمر في حالة عدم تأثير الصدمة وموت الضحية يعود اللاعب إلى الوراء ليتأكد من نجاح صدمته للضحية وموته بل يُصدر من الجهاز صوت تحطم عظام ثم صرخة ثم يظهر علامة X دليل على نجاح اللاعب.
وغيرها من الأفلام مثل فيلم صمت الحملان وفشل ذلك السفاح في التحول الى أنثى فلجأ الى قتل الفتيات وسلخهن لتفصيل فستان من جلودهن وأيضا فيلم المدمر والذي يصلب فيه البطل رجلا على جذع شجرة وشقه بساطور ثم غمزه قائلا 🙁 دعنا نراك). ومن هنا برزت أهمية الحلقات النقاشية وورش العمل لإرساء ميثاق أخلاقي وفكري ومنهجي لكل العاملين في مجال برامج وأفلام الأطفال والنشئ حتى يتحقق من خلالها ما ننشده ونصبو إليه لأطفالنا ونشأنا.
حيث لم تكن أفلام العنف فقط بل هناك نوعيات أخرى لها نفس الخطورة والتأثير السلبي على تكوين فكرة النشئ وبلورة رؤيته والمثال الصارخ على ذلك كم هائل من الأفلام التى تسئ بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلي المفاهيم السامية التي تحض عليها الأديان السماوية جميعا.
مثل فيلم Bruce Almighty / Dogma حيث يتناول الأول قصة ملكين يحاولون الوصول إلى الكنيسة قبل القداس، محاولة منهم لمنع قرار الله ( حاش لله )، نظرا لخطيئتهم وطغيانهم في الأرض في فترة امتحان الله لهم. الفيلم يتعمد السخرية من الكنيسة الكاثوليكية.
أما الفيلم الثاني والذي يلعب فيه الممثل الأمريكي مورجن فرى مان دور الله (حاش لله). وأيضا فيلم Executive Decision الذي يدور حول عمليات القتل التي يقوم بها مختطفين الطائرة المسلمين بل يصل الأمر ليقوم أحد المسلمين بقتل أحد الهائن وهو ممسكا بين يديه القرآن. مما أساء للديانة الإسلامية ووضع المسلمين في ابشع صورة.
ومن هذا المنطلق يتحتم على جهاز التصنيف والرقابة بالتليفزيون المحافظة على توازن غاية فى الدقة والحساسية بين إطلاق العنان للفكر والإبداع الحر من جانب وان نحافظ على منظومة القيم والأخلاقيات الداعية لها كل الأديان والأعراف الاجتماعية السامية دون مساس وهنا تكون المعادلة الصعبة حيث أن المحافظة على توازن هادى يقتضي :
– تنمية الوعي التصنيفي لدى الكبار وأولياء الأمور بحيث يتاح للنشئ مشاهدة ما يلائمهم ويناسب مستويات الإدراك لمراحلهم السنية ولن يتأتى ذلك سوى بالوعي الكامل بنظام وعلامات التصنيف لأي مصنف فني يعرض على الشاشة (مرفق اقتراح التصنيف للتليفزيون المصري).
– ضرورة المحافظة على قدر من السيطرة والتقنيين للمواعيد التي يتاح فيها مشاهدة التليفزيون المتعارف عليها في كل دول العالم المتحضر حيث يتاح مشاهدة النشئ وصغار السن للتليفزيون عبر ساعات النهار والمساء للساعة التاسعة فقط حيث أن ما بعد الساعة التاسعة سيكون التليفزيون على موعد مع الكبار وهو ما يعرف بنظام ما بعد ال Water Shed .
ومما سبق يكون الوعي الأسرى أمر غاية في الحساسية والخطورة حيث يُسمح للصغير مشاهدة الكثير من المواد الفيلمية ولكن بصحبة الكبار (PG) حيث يقتضي الأمر لبعض الشرح والتفسير منهم للصغار حتى لا تختلط الأمور فى رأسهم وبعد تفصيص المادة الفيلمية من قبل الرقيب أى (Film Anatomy).
– أهمية التحذير والتوعية للأباء والأمهات اللذين يعتمدون كثيرا على التليفزيون كجليسة للأطفال فى غيابهم أوقات الليل أو النهار أو للتخلص من مضايقة وملاحقة أبنائهم لهم فى أوقات الراحة والاستجمام حيث ان هذه الأمر على درجة كبيرة من الخطورة. وهناك دراسة وتحليل من قبل الأكاديمية الأمريكية المتخصصة في علم نفس الأطفال والشباب.
( The American Academy of Child and adolescent psychiatry)
حيث تؤكــــــد الدراســــــــة
ان هؤلاء الأطفال يشاهدون التليفزيون بمعدل يترواح ما بين 3 ، 4 ساعات يوميا بل ويتأثرون نفسيا بما يشاهدونه على الشاشة بمعدل أكبر من المشاهد البالغ حيث لا يستطيعون التفرقة ما بين الواقع والخيال. بل يصاب هؤلاء الأطفال بمناعة ضد العنف حيث لا يهتزوا للمشاهد التي تتضمن عنف أو قسوة.
- يقبلون تدريجيا بالعنف كوسيلة لحل المشاكل
- يقلدون ما يشاهدونه على الشاشة من مشاهد عنف وقسوة.
- يتأثرون بنماذج يشاهدونها من ضحايا أو جناه.
لذا وجب على أولياء الأمور:-
- مراقبة تلك البرامج التي يشاهدها الصغار. وتحديد الوقت الذي يجلس فيه الصغار أمام التلفاز.
- توضيح أن هذا العنف إن لم تظهر أثاره على الضحايا في الفيلم فانه له عواقب مؤلمة على الضحايا في الواقع.
- عدم السماح للصغار بمشاهدة الأفلام التي تتضمن مشاهد عنيفة وضرورة تغيير القناة المصدر مع التوضيح للأسباب
- يقترح بتوفير حملة مكثفة من خلال الفواصل بين البرامج لتعريف المشاهدين بالعلامات التصنيفية وأهميتها للحفاظ على النشئ.
وهكذا فلابد من ممارسة الأسرة لدورها الرقابي المكمل لدور أجهزة الرقابة بالتليفزيون.
- ضرورة إعداد دورات تدريبية متخصصة للعاملين فى حقل الرقابة على برامج الأطفال فى علم النفس التربوي لتنمية مدارك الرقباء والمصنفين وفهمهم لمعايير التقييم النفسي لما تحتويه البرامج والأفلام وتداعياتها النفسية والفكرية على النشئ فى مراحل سنية مختلفة وضرورة ان تكون هذه الدورات منتظمة وتصاعدية وأساسية للعاملين على مراقبة وتصنيف أفلام الأطفال والنشئ.
أننا نحيا فى مرحلة من مراحل تاريخ الإنسان تتدفق فيها الأحداث وتتسابق فيها الإنجازات من جانب والصراعات الفكرية والثقافية من جانب أخر وهذا بات محتما أن نواكب بفكرنا وتخطيطنا وعملنا فى نهاية المطاف لهذه المنظومة العالمية ووضع أطفالنا ونشأنا من خلال ما تقدمه له على الشاشة فى موضعه الصحيح حتى يواكب ما ستأتى به الأيام ويكون على درجة كاملة من النمو الذهني. والتوازن النفسي الذى نأمله.
كبســـــولات رقابيـــــة
غضب فرنسي ضـــد الإباحية
أظهر استطلاع للرأى أجرته هيئة مراقبة الوسائل السمعية والبصرية فى فرنسا أن ثلثى الشعب الفرنسي يريدون منع بث الأفلام الجنسية على شاشات التليفزيون. وفى استطلاع الذى شمل 1000 شخص، قال 64% منهم أنهم سيوافقون على الحظر. وكانت نسبة مؤيدى الحظر أعلى بين النساء، لكن منفذي الاقتراع لم يجدوا فوارق كبيرة بين مختلف الاتجاهات السياسية.
ويتزامن استطلاع الرأي الذي نشر فى جريدة لو باريسيان مع مراجعة يجريها سياسيون للقوانين التي تحكم المواد المصنفة تحت بند الأعمال الجنسية الفاضحة سواء على القنوات الخاصة أو العامة. وقد حمل كثير من المشرعين الفرنسيين أفلام الجنس الفاضحة مسئولية اعتداءات جنسية نفذها طلاب مدارس على زملاء لهم.
وقال كريستيان جاكوب وزير شئون الأسرة فى فرنسا : ( إن من السهل تطبيق القوانين الحالية ” لفرض حظر” والتي ستمكننا من تجنب أن يرى الشباب صورا خطرة على شاشات التليفزيون فى سن حرج).
وتقول هيئة المراقبة غن القنوات المدفوعة تعتزم عرض عدد أكبر من الأفلام الجنسية، وقد أوصت هيئة المراقبة بحظر عرض الأفلام الجنسية الفاضحة حتى على القنوات المشفرة، قائلة إن أشخاصا تحت سن 18 سنة يستطيعون رؤية أفلام فاضحة رغم التشفير. ولكن منتقدي هذا التوجه يقولون إن حظر بث الأفلام الجنسية على التليفزيون سيجعل الوضع أسوا. ويقول جونى بى روت الذي يعمل فى مجال الأفلام الجنسية: (إن جودة الأفلام ستصير أقل ، وسينتج عدد أكبر من الأفلام الرخيصة القذرة).
هوليوود تطالب بعرض المشاهد الخارجة
تحدى مخرجو هوليوود كل القيم الأخلاقية وطالبوا محكمة جزئية بمنع حذف المشاهد الجنسية والمشاهد التي تحتوى على ألفاظ خارجة من أفلامهم. ذكر المخرجون ان تلك المشاهد تمثل نقاطا هامة في تسلسل أحداث الأفلام وان حذفها يخل بالمضمون ويعتبر انتهاكا لحرية الإبداع.
أكدوا أن حذف المشاهد الإباحية من الفيلم يعتبر كنزع صفحات من كتاب متكامل وطالبوا الآباء بالسيطرة على أبنائهم وأحكام الرقابة عليهم بدلا من تشويه أفلامهم.
تلميذ بالابتدائي يشنق نفسه لتقليد مشهد بفيلم أجنبى
لقي تلميذ بالابتدائي مصرعه شنقا أثناء محاولته تقليد مشاهد العنف بالأفلام الأجنبية. أخطرت النيابة وتولت التحقيق. تلقت مباحث السلام إشارة من مستشفى السلام العام باستقباله عبد الرحمن محمد محمود 11 سنة طالب بالصف الأول الابتدائى جثة هامدة. وبمناقشة شقيقه أحمد 16 سنة طالب بالثانوى قرر أن أخاه دأب منذ فترة على تقليد مشاهد العنف بالأفلام الأجنبية وأنه أحضر حبلا وثبته فى سقف الغرفة ووضعه داخل رقبته وتدلى داخلها ليلقى مصرعه 47 سنة أيد ما ذكره ابنه الأكبر . أخطرت النيابة وتولت التحقيق.
ألأطفال من أصل إيطالى غاضبون
افلام الكارتون وتاثيرها على الاطفال الامريكيون من اصل ايطالى غاضبون
ابدى الامريكيون من اصل ايطالى غضبهم العارم لتشويه صورتهم فى السينما والمسلسلات الامريكية واظهارهم دوما عصابات او عائلات تنتمى الى منظمة المافيا عقيدة الاجرام وهى المرة الولى تقريبا التى يعرب الأمريكيون الايطاليون فيها عن ندمهم والسبب مسلسل ناضج جدا ويتاثر بنسبة مشاهدة عالية تعرضه محطة (HBO) التليفزيونية بعنوان آل سوبرانوس على شاشتها.
منظمة ” ايدا ” وهى الحروف الأولى لجمعية الدفاع عن الامريكين الايطاليين بالولايات المتحد اقامت دعوى قضائية ضد المحطة التليفزيونية.محامى هذه الجمعية ويدعى افريكوبيرابيللى اعترض على محتوى المسلسل وأحداثه الغريبة التى تظهر ام ايطاليا تقتل ابنها علاوة على حوادث اخرى غير واقعية وقال ان المسلسل هكذا يوصى بان الاجرام عادة متأصلة يسرى فى شرايين الامريكين الايطالين.
ان المسلسل يستقطب ما يقرب من 11 مليون مشاهد يتابعون حلقاته بانتظام وكان سياتى انصراف كثيرين حقل الاوسكار السينمائى والذى تصادف بث وقائعه على الهواء فى نفس وقت اذاعة المسلسل.
المرفقــــات
- أسئلة وأجوبة خاصة بنظام التصنيف العالمي وكيفية تطبيقه.
- مرفق صورة التصنيف التى يؤخذ بها فى كل دول العالم.
- اقتراح بشأن تصنيف البرامج والأفلام للعرض على شاشة التليفزيون المصري
مصـــادر البـحــث
- Hollywood VS American (Michael Medved)
- Media Effects and changing Audience (James A. Anderson) Seminar
- ( The American Academy of Child and adolescent psychiatry)
- الشخصية العربية فى السينما العالمية (أحمد بهجت).